قصة القديس العظيم الأنبا كاراس السائح


قصة القديس العظيم الأنبا كاراس السائح
من هو؟
لقد عاش القديس الأنبا كاراس فى أواخر القرن السادس وكان شقيقاً للملك ثيئودوسيوس الكبير أى أنه كان من بيوت القياصرة .. تربى فى عز وجاه وسلطان.
كاتب السيرة ..من هو؟
كاتب السيرة هو الأنبا بموا كاهن وخادم مذبح كنيسة الأنبا مقاريوس بجبل شهيت وهو الذى كفن جسد القديسة الطوباوية إيلارية إبنة الملك زينون..وهو غير القديس بموا معلم القديس الأنبا بيشوى والأنبا يوحنا القصير.
مكان السيرة:
فى الجبل الغربى من برية الأسقيط تحت المعايشة الملائكية كانت هذه السيرة الطاهرة إلى أن تنيح القديس العظيم الأنبا كاراس فى اليوم الثامن من شهر أبيب المبارك..كان القديس الأنبا بموا القس يشتاق لرؤية أحد الأباء السواح وطلب من الرب بإلحاح فأرشده الرب للدخول إلى البرية الداخلية وهناك تمتع بسر الاباء السواح وملاقاتهم وتسجيل سيرهم وكان هذا منحة من الرب له حسب مسرة قلبه وإشتياقاته المباركة لمعرفة أخبار الاباء السواح.
لقاء وضياء:
قال القديس الأنبا بموا :إعلموا أيها الإخوة ما حدث لى أنه فى يوم من الأيام أنا اخوكم بموا أذكر اننى دخلت إلى كنيستى بشهيت وكنت جالساً وحدى فسمعت صوتاً قائلاً لى( يا بموا إسرع وأدخل إلى البرية لكى تتبارك من القديس الأنبا كاراس لأنه مكرم عندى جداً اكثر من كل أحد وسلامى يكون معك ) كم كان صوتاً عذباً يشدو بكلمات الفرح.
فنهضت فرحاً مسروراً لهذه الدعوة المقدسة ودخلت إلى داخل البرية ومضيت أمشى فقضيت اليوم الأول والثانى والثالث وانا لم اشعر بتعب بل وكانت نفسى فرحانة مبتهجة وكنت أرتل مزاميرى إلى أن وصلت إلى مغارة بابها مسدود بحجر فوقفت أمامها وناديت (أغابى .. بارك علىَّ يا أبى)
فللوقت سمعت صوتاً يجاوبنى ويقول (حسن هو قدومك اليوم يا رجل الله بموا الذى كفن جسد القديسة الطوبانية إيلارية إبنة الملك زينون.أدخل سلام الرب يكون معك) فدخلت إليه لأتبارك منه وقلبى يشدو بترنمات السماء ونفسى مملؤة من المخافة الروحية. ولست أعرف من هذا.
القديس سمعان القلاع:
وما أن دخلت إلا وقام وقبلَّنى بالمحبة الروحانية وجلسنا نتحدث بعظائم الله وكانت تمتلكنى دهشة إنه عرف إسمى رغم إننا لم نلتقى من قبل كما إنه عرف أننى الذى قمت بتكفين القديسة إيلارية إبنة الملك زينون كما إننى كنت متعجباً لنسكه الزائد ولكن قلت له(يا أبى هل فى هذه البرية قديس أخر يشبهك) فرفع عينيه إلى السماء وقال (نعم .. يوجد فى البرية قديس عظيم لا يستحق العالم كله وطأة قدميه) فقلت له (وما هو اسمه)فقال(اسمه الأنبا كاراس).
فقلت له (وما هواسمك وكم لك من السنين فى هذه المغارة؟).فقال(إسمى سمعان القلاع ولى اليوم فى البرية ستون سنة فقط واتقوت كل سبت بخبزة واحدة أجدها موضوعة على الحجر الذى خارج المغارة فتشبعنى من السبت إلى السبت).
فتباركت منه بفرح ومضيت أسبح الله الذى افتقدنى بقديسيه وامتلأ قلبى بالتعزية على النعمة الغزيرة والمحبة الوفيرة التى فى قلب رجال الله الذين اضاؤا البرية بتقواهم وإنتشر فى البرية عبير رائحتهم الطاهرة النقية وصاروا أعمدة من النور الروحانى يصلون من أجل كل العالم حتى يرفع الرب غضبه.
الأنبا أبامون:
ويقول الأنبا بموا (إننى مضيت بعد أن تباركت من القديس سمعان القلاع إلى داخل البرية مسيرة ثلاثة ايام اخرى إلى أن وصلت إلى مغارة اُخرى على بابها حجر فقرعت الباب وقلت: بارك علىَّ يا أبى القديس فأجابنى بصوت مملوء بهجة وحنان وفرح قائلاً:(حسن هو قدومك إلىَّ اليوم يا قديس الله الأنبا بموا الذى كفن جسد الطوبانية القديسة إيلارية إبنة الملك زينون أدخل إلىَّ وسلام الله معك).فعبرت إليه وقبلّت يديه الطاهرتين وتباركت منه وجلسنا نتحدث بعظائم الله بعضنا مع بعض وكنت أتطلع إلى وجهه المملوء بالنور والروحانية والذى تشع من عينيه بريق الروح الوديع الهادئ.
ثم أننى قلت له (يا أبى القديس أيوجد فى هذة البرية قديس اخر يشبهك؟).فتنهد القديس ورفع عينيه إلى السماء وقال (الويل لى يا أبى.. فمن أكون أنا..لأنه يوجد داخل البرية قديس عظيم العالم بأسره لا يستحق وطأة قدميه.. لأنه بصلواته يبطل إله السماء الغضب الاتى على العالم. فقلت له الأنبا كاراس).
فقلت له(ومن أنت إذاً يا أبى؟ وما هو إسمك؟ وكيف تعيش؟ وكم لك فى هذا الموضع المبارك؟)
فقال لى (اسمى(أبامون)لى فى هذه المغارة تسعة وستون سنة وأنا اسكنها مترجى مراحم الرب وحياتى وقوت جسدى من نخلة تعطنى طعامى طوال السنة).
تباركت منه ومن هيبة منظره الطاهر المخوف وقلت له (صلى عنى يا أبى القديس)وأنا مبهور بما أرى وأسمع حيث القديس سمعان القلاع له ستون عاماً فى البرية ويعيش على خبزة من السبت إلى السبت والقديس أبامون له فى البرية تسعة وستون عاماً يعيش من ثمار نخلة طول العام..يا له من عجب العجاب!!
فقال له القديس الأنبا أبامون (إله المجد يسهل خطواتك ويرسل ملاكه ليحفظك فى جميع طرقك).
وخرجت من المغارة وامتلأ قلبى رعدة مما رأيته وفرحت بنعمة الله الغنية العاملة فى قديسيه وسبحت الله كثيراً فى قديسيه.
عند الأنبا كاراس:
ويكمل الانبا بموا قس برية شهيت ويقول:
ومضيت إلى داخل البرية وسمعت صوتاً عظيماً مهوباً ومرهباً فأغلقت عيناى خشية وتعبداً ورهبة ولكن حين فتحت عينى وجدت نفسى على باب مغارة فقرعت بابها وتحدث بتحية الرهبان وناديت :(أغابى..بارك علىَّ يا أبى القديس).
وللوقت سمعت صوتأً يتكلم معى قائلأً ( حسن هو قدومك اليوم يا رجل الله الانبا بموا يا من كفن جسد القديسة إيلارية إبنة الملك زينون البار..أدخل وسلام الله معك ويملأ قلبك بالفرح).
دخلت وسلمت عليه لكى انال البركة.. ونظرت إليه وإذ هو إنسان منير جدا أسهل العينين صافى النظرات وشعر رأسه ولحيته أبيض كالثلج ونعمة الله حالة على وجهه..وأمرنى بالجلوس فجلست وأنبهرت كأنى فى السماء من الروحانية والنور الامع مع البشاشة المفرحة التى على وجهِ.
فقبّلَنى بالمحبة وقال لى (يا اخى اليوم أتيت إلىَّ وأحضرت معك الموت ولى زمان كبير وأنا أنتظر ذلك اليوم). فقلت له:(يا أبى القديس من أنت؟ وما هو إسمك؟ وكم لك فى هذه البرية؟)
فقال لى (إسمى الحقير كاراس لى فى هذه البرية سبعة وخمسون سنة لم أرى خلالها وجه إنسان قط.. وقطعت هذه المدة وأنا منتظر هذا اليوم-يوم الإنتقال لملاقاة الرب-).
صمت ولم أفتح فمى.. وتعجبت من إستعداده لساعة الموت التى يستعد لها منذ سبعة وخمسون سنة وهنا تجاسرت وبدأنا نتحدث بعظائم الله وسر الرب للذين يخافونه وبينما نتحدث إنتابته حمى شديدة ومرِض مرض الموت الذى أنهك جسده النحيل وتنهد القديس وبكى بكاءاً مراً وكان وجهه مملوء بالبشاشة والفرح وقال:( لقد عشت طوال حياتى أنتظر هذا اليوم وها هو اليوم أدركنى (فإلى أين أهرب من وجهك ومن روحك أين أختفى).
ناظر الإله:
ولما أشرقت الشمس أشرق نورأً عظيماً على باب المغارة ودخل إنساناً منير جداً وجلس عند رأس القديس الأنبا كاراس ووضع يده على رأس القديس الأنبا كاراس وباركه وهمس فى اذنه بكلام كثير وإننى لم أستطع أن أرفع وجهى إليه من كثرة مجده فخرجت من المغارة لرعدتى وخوفى.. ولكنه أعطانا السلام وبارك علينا واختفى.
فقلت للقديس الأنبا كاراس(من هو هذا يا سيدى اللابس هذا المجد وهذا النور العظيم المحيط به؟)
فقال لى يا أبى هذا هو ربى يسوع المسيح إبن الله الحى يا أبى. لا تتعجب فإننى أتبارك منه مرات كثيرة). فتعجبت جداً من الدرجات الروحانية العالية ونسيت نفسى فى محضر القديس الانبا كاراس ومجدت الله على العجائب التى أراها وأدركت معنى قول داود (سبحوا الله فى جميع قديسيه)
القديس يتنهد:
 وفجأة وجدت أبى القديس الانبا كاراس يتنهد بعمق ونظر إلى السماء مدة طويلة وقال:(يا أخى الحبيب أن عمودأً عظيمأً سقط اليوم فى صعيد مصر وخسرت الأرض قديساً لا يستحق العالم وطأة قدميه وهو من أعظم القديسين).
فقلت له :( من هو هذا القديس العظيم الذى انطلق إلى الفردوس الأن وربحه سكان الفردوس؟).
فقال لى (أبو شنودة (الأنبا شنودة )الأرشى ميندريت-رئيس المتوحدين- ملح الأرض لقد تنيح اليوم (السابع من شهر أبيب)..وهوذا رهبان الصعيد وخاصةً جبل أدريبة يبكون).
وإنى لما سمعت هذا حفظت التاريخ (7أبيب) واثناء ذلك رأيت رجل الله القديس كاراس وجهه إزداد إشراقاً وقوة مع إزدياد حدة المرض الذى إعتراه وفجأة رفع عينيه إلى السماء وكان يرى عجائب لم أراها أنا ويتكلم مع النورانين ويسمع جوابهم وكان الذين يتحدثون معه كثيرون وكأنه مُقدِم على حفل إستقبال والكل يريد أن يرحب به.. وكأن الزفة السمائية تقوده إلى الدهش أو إلى ما فوق العقل وأنا أراقب الموقف وأنا أقول حقاً يا رب (سبحوا الله فى جميع قديسيه).(مزمور1:150)
حفل الأنتقال(8أبيب-15يوليو):
ثم يقول الأنبا بموا (ولما كان اليوم الثامن من شهر أبيب وفجأة امتلأت المغارة بالنور ودخل إلينا مخلص العالم ومعه محمل من الملائكة خدام رب الصباؤوت وررئيس الملائكة ميخائيل ورئيس الملائكة غبريال..وامتلأت المغارة برائحة طيبة كريمة كمثل رائحة شجرة الحياة التى فى وسط الفردوس وقال لنا مخلص العالم (السلام لكما).
وكان القديس الأنبا كاراس فى فراش الموت وفى شدة التعب وجلس المخلص عند رأسه والقديس الأنبا كاراس ينظر إلى سيدى ومخلصى وأمسك بيده وقال:(يا ربى وإلهى هذا هو بموا ملاك المحبة الذى سيكفن جسدى بارك عليه ..إنه أتى من كورة بعيدة).
فقال لى المخلص :(يا بموا مختارى تقوى وتعزى     وسلامى سيكون معك وبركتى تحل عليك والذى رأيته وتسمعه خبِّر به إخوتك ليكون لخلاص وبركة كثيرين) ثم إلتفت إلى القديس الأنبا كاراس وقال ):ياحبيبي كاراس قد أتت ساعة إنطلاقك من هذا العالم وليس هو موت بل إنطلاق للفردوس عربون الحياة الدائمة إنتقال من الكورة البالية إلى الحياة المجيدة مع القديسين وها إنى دعوت الأنبا بموا من كورة مصر إلى مكانك المبارك لكى يشهد بسيرتك الكريمة ..لكى يتبارك بسيرتك الطاهرة كل من يسمعها ..كما يتبارك كل من يتلو سيرتك ومن يقدم بخوراً وصدقة أو يصنع محبة شفاعةً فيك فأنا أعوض له أضعافاً فى ملكوت السموات ).
داود صاحب القيثارة:
ثم إن أبى القديس الانبا كاراس نظر إلى المخلص وقال له ):يا ربي وإلهى ومخلصى إنى أخترت تلاوة المزامير طوال النهار و أثناء الليل فإجعلنى مستحقاً لكى أنظر معلمى وأبى داود النبى المرتل- أريد أن أعاينه قبل أن تخرج روحى من جسدى).
فأمر المخلص رئيس جنده ميخائيل العظيم رئيس جند السماء أن يحضر داود النبى بقيثارته لكى يشدو عليها بأنغامه مهللاً قائلاً :(هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنفرح ونبتهج فيه"مزمور 118:24").
وحضر داود النبى وجلس أمام المخلص ومعه قيثارته والأوتار العشرة فقال المخلص للقديس الأنبا كاراس:(هوذا داود النبى أمامك أيهما هو الوتر الذى تريده أن يرتل لك عليه وأى لحن أو نغمة تريد أن يشدو بها وأنت تحفظ  كل مزامير عبدى).
نياحة القديس:
فقال له القديس الأنبا كاراس: (أريد أن اسمع العشرة أوتار دفعة واحدة).فحرك داود النبى أوتاره فى دفعة واحدة قائلاً :(كريم عند الرب موت أصفياؤه يارب أنا عبدك إبن أمتك نعم كنت وقد شخت ولم أرى صديقاً تخُلىَّ عنه ولا ذررية له تلتمس خبزاً)(مزمور25:37).وفيما  داود النبى يضرب أوتاره مع جمال صوته خرجت نفس القديس إلى حضن المخلص الصالح الذى تقبلها بفرح عظيم وسلمها لميخائيل العظيم رئيس جند الرب الذى فرح كثيراً جداً وانطلق الموكب إلى الفردوس فى بهجة لا توصف.
المغارة:
ويقول الانبا بموا:(ولما نظرت هذا المنظر الإلهى وإكرام الرب لأبينا الأنبا كاراس نهضت وقبلّت جسد القديس الأنبا كاراس .. ثم أدرجته فى مغارتهِ بعد أن كفنته فى عباءة كانت معى, ثم أشار لى المخلص بالخروج من المغارة .فخرجت ثم خرج هو وملائكته وتركوا الجسد المبارك فى المغارة التى له وبعد أن خرجنا وضع السيد يديه الإلهية على باب المغارة فسدها وكأنه لم يكن هناك مغارة ثم باركنى وأعطانى السلام وصعد بمجدٍ عظيم.
عودة الأنبا بموا:
يقول الأنبا بموا :وبقيت واقف فى ذلك الموضع أنظر إليهم إلى أن غابوا عن نظرى وسرحت طويلاً وأنا مسبى الفكر لما عاينت إلى أن وجدت نفسى أمام مغارة القديس أبامون ثم مضيت أمشى لمدة ثلاثة أيام شرقاً إلى أن بلغت إلى قلاية القديس سمعان القلاع ثم مسيرة ثلاثة أيام أخرى إلى أن بلغت إلى الدير فى برية شهيت..ودخلت الكنيسة وجلست مع الأخوة أحدثهم بعظائم الله فى قديسيه.. وقصصت عليهم سيرة أبونا القديس الأنبا كاراس السائح وجميع ما رأيته فى الطريق ونياحة أبونا الطاهر القديس الأنبا شنودة بجبل أدريبة الذى تنيح فى اليوم السابع من شهر أبيب كما أعلمنى القديس الأنبا كاراس السائح ثم بعد خمسة أيام وردت إلينا رسالة من صعيد مِصر تفيد بان القديس الأنبا شنودة تنيح فى اليوم السابع من شهر أبيب صلاته تشملنا جميعاً ..فأعلمت جميع الأباء بما سمعته من القديس وكيف تنهد القديس الأنبا كاراس ساعة نياحة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين فتعجبوا من كلامه الحق الصادق الأمين.
تعيد الكنيسة لنياحة القديس الأنبا كاراس فى 8 أبيب من كل عام أى اليوم التالى لنياحة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ..كما تذكره الكنيسة فى مجمع التسبحة اليومى.
مذبح الأنبا كاراس:
وصلنا خطاب رقيق أبهج قلوبنا وأسر نفوسنا صادر من (جماعة الاصلاح القبطى الأرثوذوكسى).
17ش كنيسة الأقبط بالإسكندرية يقول كاتب الرسالة السيد حنس عزيز النخيلى وشهرته سمير:( يسرنى أن أعلمكم يا إخوتى المحبوبين أن محبة الرب القوية شاءت أن ينتشر إسم القديس العظيم الأنبا كاراس بمحافظة الإسكندرية وذلك بأقامة مذبح على إسم القديس بمنطقة باكوس ..وقد أقيم أول قداس عليه صباح يوم الثلاثاء الموافق 17توت1722ش الموافق 27 سبتمبر 2005م(عيد الصليب المجيد).
وقد دشن القديس العظيم الأنبا كاراس بحضور مجموعة من الأباء القديسين السواح بإقامة القداس الألهى فجر يوم الأثنين 13أمشير 1722ش والموافق 20 فبراير 2006م. وحيث أننا أعلنا بجريدة(القديسة أناسيمون)التى توزع مجاناً على كنائس الإسكندرية عن المعجزات التى تجرى بشفاعتهِ وذلك بعد أن وزعنا نبذة عن حياتهِ فى عيده المبارك إنهالت علينا المراسلات كما أن البعض كان يبحث عن المكان وجاء وحضر القداس الألهى وذلك بناء على دعوة من القديس وإرشاده. علماً بأن القداس يقام فى تمام الساعة السابعة صباحاً كل سبت وكل الذين يصلون على هذا المذبح هم كهنة من كنائس مختلفة يحضرون بناء على تكليف من البطريركية بالإسكندرية ومنهم من هو خارج الإسكندرية.
نصلى أن يبارك الرب هذا المذبح وأن يتم بناء وتدشين مذابح أخرى فى إيبارشيات ومناطق مختلفة ولا سيما الأديرة لأن القديس الأنبا كاراس صاحب دالة عظيمة وشفاعة قوية متميز بها أمام عرش النعمة.
الأنبا كاراس بين الأحبار:
ولأن الأنبا كاراس كان كوكباً لامعاً فى سماء المجد فى وسط القديسين وشاءت العناية الإلهية فى ملء الزمان أن يكون لكنيستنا ديراً رهبانياً فى أمريكا (كاليفورنيا) على أسم القديس العظيم الأنبا أنطونيوس فأختار قداسة البابا راهباً تقياً ووقف أمام مذبح الكاتدرائية الجديدة بالعباسية لرسامته أسقفاً على هذا الدير وكانت نعمة السماء متدفقة حيث رفع قداسة البابا صوته وقال (ندعوك يا كاراس أسقفاً على دير القديس الانبا أنطونيوس بكاليفورنيا).
وصاحت الكاتدرائية فرحاً وأبتهاجاً.. وصفق الجميع وتهللت النفوس وقالوا:(أكسيوس .. أكسيوس .. أكسيوس .. أفا كاراس بى إيه بيسكوبوس).
ودوى اسم القديس العظيم الأنبا كاراس السائح وهتف فى الأرجاء وصار إسم الأنبا كاراس رائعة من روائع النطق الروحى وجاهد فى تعمير ديرِه فى أمريكا إلى أن صارعه المرض وتنيح بسلام.. ودُفن فى الدير لكى تكون هناك ترنيمة حلوة على إسم الأنبا كاراس السائح وبالحقيقة مكرمٌ ومعظمٌ إسم الأنبا كاراس العظيم فى السواح ولا غرابة فالقداسة دائمة لكل طالبى النعمة.
بهذا صارت حبرية المتنيح الأنبا كاراس ترنيمة حلوة لكل زوار الدير وينطقون أسمهُ وتتقدس شفاههم وأفواهم حينما يترحمون عليهِ.
سنكسار الكنيسة:
1-نياحة القديس الأنبا بيشوى.
2-شهادة القديسين أبيروه وأتوم.
3- شهادة القديس بلانا القس.
4-شهادة الأنبا بيمانون.
5-نياحة القديس الأنبا كاراس شقيق الملك ثيؤدوسيوس.
فى مثل هذا اليوم أيضاً تنيح القديس الأنبا كاراس شقيق الملك ثيؤدوسيوس الكبير .. هذا القديس عرف جيداً فساد العالم وسرعة زواله فترك كل ما له وخرج لا يقصد جهة معلومة فأرشده الله إلى البرية الغربية الداخلية وهناك قضى سنين كثيرة وحده لم يبصر خلالها إنساناً ولا حيواناً وكان فى برية شيهيت قس قديس يدعى بموا وهو الذى كفن جسد القديسة إيلارية وهذا الأب اشتهى أن يرى واحداً من عبيد المسيح السواح فساعده الرب حتى دخل البرية الجوانية فأبصر العديد من القديسين السواح وكان كل واحد منهم يعرفه إسمه والسبب الذى أتى به إلى ههنا. أما هو فكان يسأل كل واحد منهم قائلاً (هل يوجد من هو أكثر توغلاً فى البرية منك). فيجيبه:(نعم).
وهذا حتى وصل إلى القديس الأنبا كاراس اخر الجميع وهذا ناداه من داخل مغارته قائلاً:(أهلاً يا أنبا بموا قس شيهيت). فدخل إليه وبعد السلام سأله الأنبا كاراس عن أمور العالم وأحوال الولاة والمؤمنين ولما حل المساء صلى القديس كاراس كثيراً.. وسجد على الأرض وأسلم الروح بيد الرب فكفنه الأنبا بموا بعباءتهِ وأنثنى راجعاً يخبر عن سيرتهِ وهو يمجد الله..صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائماً أمين.(عن كتاب القديس الأنبا كاراس لأبونا يوأنس كمال)